Thursday, November 17, 2005

سعاد الصباح

يرضع الطفل من ثديى أمّه
حتّى يشبع
و يقرأ على ضوء عينيها
حتّى يتعلّم القراءة و الكتابة
و يسرق من كيس نقودها
ليشتري علبة سجائر
و يمشي فوق عظامها النحيلة
حتى يتخرّج من الجامعة
و عندما يصبح رجلا ً
يضع ساقاً فوق ساق
في أحد مقاهي المثقّفين
و يعقد مؤتمراً صحفيّاً يقول فيه
إنّ المرأة بنصف عقل
و بنصف دين
فيصفّق له الذباب
و غرسونات المقهى

Tuesday, November 08, 2005

لو كنت ناكر للهوى زيك ... أبوعركـــــــــــــي :
لو كنت ناكر للهوى زيك.. كنت غفرت ليك كل العذاب العشته في حبك .. وكـل حـــقي علــيك .. لكني عايش للهوى .. وكل يوم اترجا فيك .. وريني كيف أغفر .. وإنت شقاي سببته بيديك .. حاولت أخدع نفسي يا ظالم .. وأهجر حبي إليك .. حاولت أمنع نفسي منك .. وتاني ما أمشي وأجيك .. ورحلت عنك وعن دياري .. هدمت كل أمل لديك .. وبرضي ما قادر أسيبك .. لما أنساك بشتهيك .. مع كل دفقاتي الحنينة .. وكل دمعة شوق سجينة .. تهاتي بيك روحي الحزينة .. وأشقى لما تهاتي بيك .. وريني كيف أغفر وإنت هدمت كل آمالي فيك .. ما كنت قايل أنا يوم بلاقي الحب ولا بكشف دروبو .. ولا قلبي من شدة إباهو بتقدر الأشواق تذيبو .. لكن غرامك حبة حبة صاليني بي نارو ولهيبو .. وسرقت قلبي يا حبيبي تاني كيف منك أجيبو .. إنت يا ناكر غرامو قلبي ما بتسمع كلامو .. وبدون سبب يرضيك خصامو لوعة العشاق تصيبو .. تنساني يا ظالم وقلبي معاك مفتكرك حبيبو .. لو كنت ناكر للهوى زيك

Monday, November 07, 2005

فخامة القاتل!

زاهي وهبي

مَن التالي؟
سؤال بتنا نطرحه على أنفسنا كل لحظة.
مَن منّا سوف يودّع مَن؟
مَن منّا سوف يضيء شمعة لمَن؟
مَن منّا سوف يزرع وردة على اسم مَن؟
وراء نعش مَن سوف نسير غداً؟
أي أمّ سوف تنزوي في ثياب الحداد؟
أي زوجة سوف يطفح كيل حزنها وأساها؟
أي ابنة سوف تقطف وردة لروح أبيها؟
الأسئلة تدور وآلة القتل تدور.
القتلى يُشيّعون تباعاً والقاتل يحتفظ بابتسامته الصفراء.
المفجوعون والمقهورون والحيارى يصلّون لراحة أنفس الضحايا والقاتل يحار: أي ربطة عنق سوف يرتدي هذا النهار؟
البلاد تسبح في دموعها والقاتل يسبح في حمام الحقد والكراهية والحسد.
الأرض تهتزّ من هول الجريمة والقاتل متشبث بكرسيّه الهزّاز.
الوطن يكاد يمسي جنازةً يومية والقاتل يمشي خلف نعش القتيل. يعزّي أهله ومحبّيه لكنه لا يذرف دموع التماسيح. إنه يبتسم فقط.
كل القتلة يبتسمون.
ينهض القاتل من نومه كل صباح ويرتدي ابتسامته كما يرتدي ربطة عنقه.
الابتسامة قناع.
الابتسامة خنجر في الظهر.
كم مرّة ابتسم القاتل للقتيل؟ كم مرّة سدّد ابتسامته إلى قلبه؟
الإجرام ليس شكلاً. ليس تقطيب حاجبين أو تكشيرة أسنان. الإجرام ذهنية.
كل المجرمين والسفاحين والقتلة غلّفوا جرائمهم بالشعارات، كلهم ادّعَوا العفّة والطهارة.
كلهم انتهَوا إلى مزابل التاريخ أو اعواد المشانق.
كان الجنرال الفاشي (هو أيضاً) فرانكو طريح فراشه حين تناهى إلى مسامعه هدير الشعب وهو يحيط بالقصر من كل الجهات. فسأل زوجته، وهو في سكراته الأخيرة: ما هذه الأصوات؟
قالت زوجته: الشعب أتى لوَداعك؟
أجابها فرانكو: لوين رايح الشعب؟
لم يفهم الجنرال، ولن يفهم، ان الشعب لا يروع، وأن الذين يروحون بلا أسف عليهم هم القتلة السفلة.
فيا فخامة القاتل كفى. إرحل
ألا تسمع هدير الشعب الآتي لوداعك؟