Wednesday, March 02, 2005

قال أبو الفرج الجوزي رحمهُ الله تعالى: بلغني عن بعضُ الأشراف أنّه اجتاز بمقبرة فإذا جارية حسناء عليها ثياب سوادٍ، فنظر إليها فعلقت بقلبه فكتبَ إليها

قد كنتُ أحسبُ أنّ الشمسَ واحدة
والبدرَ في منظرٍ بالحسنِ موصوفُ

حتى رأيتكِ في أثواب ثاكلةٍ
سودٍ وصدغُك فوق الخدّ معطوفُ

فرحتُ والقلبُ منّي هائمٌ دَنِفٌ
والكِبْدُ حرّى ودَمعُ العينِ مذروفُ

رُدّي الجواب ففيه الشكر واغتنمي
وصلَ المُحبّ الذي بالحبّ مشغوفُ

ورمى بالرقعة إليها، فلما قرأتها كتبت

إنْ كنتَ ذا حسَبٍ زاكٍ وذا نسبٍ
إنّ الشريف بغضّ الطّرفِ معروفُ

إنّ الزّناة أناسٌ لا خلاقَ لهم
فاعلمْ بأنّك يوم الدين موقوفُ

واقطع رجاك لحاك الله من رجلٍ
فإنّ قلبي عن الفحشاء مصروفُ

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home